أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة بعنوان : مفهوم الهجرة بين الماضي والحاضر ، للدكتور خالد بدير

خطبة بعنوان : مفهوم الهجرة بين الماضي والحاضر ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ: 29 ذو الحجة 1440هـ – 30 أغسطس 2019م

 

 

لتحميل خطبة بعنوان : مفهوم الهجرة بين الماضي والحاضر ، للدكتور خالد بدير ، وعناصرها:

لتحميل خطبة بعنوان : مفهوم الهجرة بين الماضي والحاضر ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة بعنوان : مفهوم الهجرة بين الماضي والحاضر ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

ولقراءة خطبة بعنوان : مفهوم الهجرة بين الماضي والحاضر ، للدكتور خالد بدير : كما يلي:

عناصر خطبة بعنوان : مفهوم الهجرة بين الماضي والحاضر ، للدكتور خالد بدير :

 

العنصر الأول : مفهوم الهجرة وأنواعها

العنصر الثاني : الهجرة الحقيقية في الوقت الحاضر

العنصر الثالث : الإكثار من الصيام في شهر الله المحرم

المقدمة:                                        

                    أما بعد:

خطبة بعنوان : مفهوم الهجرة بين الماضي والحاضر 

العنصر الأول : مفهوم الهجرة وأنواعها

عباد الله: نحن على أعتاب استقبال عامٍ هجريٍ جديد ٍ؛ وهذا العام الجديد يذكرنا بذكرى عزيزةٍ علينا غيرت مجرى التاريخ ؛ ألا وهي هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ؛ ومن المعروف أن كل ذكرى تمر علينا نقتدي ونهتدي بنبينا – صلى الله عليه وسلم- ؛ ففي رمضان نكثر من الجود والقيام وقراءة القرآن والاعتكاف تأسياً به – صلى الله عليه وسلم – ؛ وفي شوال نصوم الست من شوال اقتداءً به – صلى الله عليه وسلم – ؛ وفي الحج نحج ونقتدي به في أداء مناسك الحج حيث قال :

” خذوا عني مناسككم “.( مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم بألفاظ متقاربة).  وفي الصلاة قال : ” صلوا كما رأيتموني أصلى”. ( البخاري).

والآن ونحن على مشارف ذكرى الهجرة النبوية المباركة ؛ فهل نهاجر اقتداءً به كما ذكر في الأمثلة السابقة ؟!! وما المراد بالهجرة؟ وما هي أنواعها؟! وكيف نهاجر إلى الله في الوقت الحاضر ؟! هذا ما سنعرفه سوياً في هذا اللقاء إن شاء الله تعالى .

 وقبل الحديث عن مفهوم الهجرة بين الماضي والحاضر ؛ أقف مع حضراتكم وقفة قليلة حول مفهوم الهجرة وأنواعها .

فالهجرة بمعناها العام : الانتقال من مكان إلى مكان لغرض ما . وهي أنواع ثلاثة :

النوع الأول: الهجرة النبوية المعروفة

وهي التي قام بها المهاجرون بصحبة النبي – صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة ؛ وقد انتهت بفتح مكة بقول النَّبيّ – صلى الله عليه وسلَّم-: ” لا هجرةَ بعد الفتح “، أي أنّ الهجرة من مكّة أو غيرها إلى المدينة، لم تعُد واجبةً كما كانت، لأنَّ موجب الهجرة قد انتهى، وسببها قد انتفى، فقد كانت مكّة دارَ كفر، لا يستطيع من بقي فيها أن يُظهر دينه، ولا أن يُبدي إيمانه، فكان بقاء المسلم فيها، خطراً على دينه وإيمانه، فلذا كان قد شُرع للمؤمنين أن يهاجروا من مكة وما سواها إلى المدينة، فراراً بدينهم ونُصرةً للنبي – صلى الله عليه وسلم- ، فلما فُتحت مكة، انتفى موجب الهجرة.

ولذلك لما أراد أحد الصحابة أن يهاجر بعد فتح مكة رده الرسول – صلى الله عليه وسلم – مرة أخرى إلى مكة.

 

فعَنْ طاووس ، قَالَ : قِيلَ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ وَذَلِكَ بَعْدَ الْفَتْحِ : إِنَّهُ لا دِينَ لِمَنْ لَمْ يُهَاجِرْ قَالَ : لا أَصِلُ إِلَى مَنْزِلِي حَتَّى أَجِيءَ الْمَدِينَةَ ، فَخَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَنَامَ فِيهِ وَوَضَعَ خَمِيصَةً لَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ فَأَتَاهُ سَارِقٌ فَسَرَقَهَا فَأَخَذَهُ صَفْوَانُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطَعَ ، فَقَالَ :

يَا رَسُولَ اللِّهِ هِيَ لَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” فَهَلا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ ” ثُمَّ قَالَ : ” مَا جَاءَ بِكَ أَبَا وَهْبٍ ؟ ” قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لا دِينَ لِمَنْ لا يُهَاجِرْ ، فَجِئْتُ مُهَاجِرًا فَقَالَ : ” ارْجِعْ أَبَا وَهْبٍ إِلَى أَبَاطِحِ مَكَّةَ ، فَقِرُّوا عَلَى سَكَنَتِكُمْ فَقَدْ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا ” .( أخبار مكة للفاكهي ).

النوع الثاني : الهجرة غير الشرعية

وهي الانتقال من بلد إلى بلد آخر بطريق التسلل عبر البحار أو الجبال بطرق غير مشروعة؛ وبغير إذن من البلد الخارج منها أو البلد الداخل فيها ؛ وهي خطر على الفرد لأنه يؤدي بنفسه إلى المخاطرة والتهلكة . وقد قال تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.( البقرة: 195).

وقد سمعت أحد المحاضرين وهو يتكلم عن مخاطر الهجرة غير الشرعية : أن شاباً دفع مبلغاً للسمسار الذي يتعهد بسفره عن طريق البحر هجرة غير شرعية؛ فغرق أثناء سفره ؛ فجاء أهله يطلبون المبلغ الذي أخذه ؛ فقال لهم السمسار: المبلغ لا يرد ؛ ولكن إذا أردتم الانتفاع بالمبلغ لا محالة؛ فأتوا بشاب آخر يسافر مكانه دون أن يدفع مبلغاً آخر !!!!!!

النوع الثالث: الهجرة إلى الله ورسوله

وهي هجرة المعاصي والذنوب والأوثان؛ والهجرة إلى الله ورسوله بالطاعة والعبادة ؛ وهذا ما سنعرفه بالتفصيل من خلال عنصرنا التالي:

العنصر الثاني : الهجرة الحقيقية في الوقت الحاضر

عباد الله:

عرفنا من خلال عنصرنا السابق أن الهجرة من دار إلى دار قد انتهت بفتح مكة ؛ ولكن كيف نهاجر إلى الله في الوقت الحاضر ؟ وما هي صور الهجرة المتاحة شرعاً حالياً ؟ والجواب : هناك صور عديدة للهجرة إلى الله ورسوله ؛ وهي باقية إلى يوم القيامة ومن أبرز وأهم صور الهجرة في الوقت الحاضر :

الهجرة إلى إخلاص النية لله تعالى

فقد بين صلى الله عليه وسلم أن هناك أبواباً أخرى للهجرة مفتوحة للجميع إلى أن تقوم الساعة ؛ ومن هذه الأبواب ( إخلاص النية لله تعالى ) ؛ فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ:” لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ “. ( متفق عليه ). يقول الإمام  النووي: ” قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ ) مَعْنَاهُ أَنَّ تَحْصِيلَ الْخَيْرِ بِسَبَبِ الْهِجْرَةِ قَدِ انْقَطَعَ بِفَتْحِ مَكَّةَ وَلَكِنْ حَصِّلُوهُ بِالْجِهَادِ وَالنِّيَّةِ الصَّالِحَةِ . وَفِي هَذَا : الْحَثُّ عَلَى نِيَّةِ الْخَيْرِ مُطْلَقًا ، وَأَنَّهُ يُثَابُ عَلَى النِّيَّةِ” . ( شرح النووي) .

فباب النّية، من أوسع أبواب الخير، التي فُتحت بعد إغلاق باب الهجرة من مكة إلى المدينة، فكلُّ حركةٍ ونُقلة من مكانٍ إلى آخر، من أجل القيام بأيّ عملٍ من أعمال البرّ، يؤجر عليها المؤمن، كحال من يخرج من بيته مهاجراً لطلب العلم في بلد غير بلده، ومَن سافر لصلة رحمٍ، أو لإغاثة ملهوفٍ، أو لمرافقة مريضٍ، فكلّ واحدٍ من هؤلاء يُعتبر مهاجراً، وله من الأجر بقدر ما قام في قلبه من نيَّة الصِّدق والإخلاص.

وهذا هو أهم معنى من معاني الهجرة ؛ فلا بد أن يكون عملك خالصاً لله تعالى؛ وصاحب الذكرى العطرة أول من طبق هذا المعنى على نفسه في الهجرة؛ فقد ثبت عنه  صلى الله عليه وسلم  أنه قال :

” إنه ليس أحدٌ أمنُّ علي في نفسه وماله من أبي بكر ” فقد كان أبو بكر الذي يؤتي ماله يتزكى؛ ينفق أمواله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى الدعوة إلى دين الله . لكن السؤال هنا هو لماذا رفض صلى الله عليه وسلم أخذ الراحلة من أبي بكر إلا بالثمن ؟!

قال بعض العلماء :

إن الهجرة عمل تعبدي فأراد عليه الصلاة والسلام أن يحقق الإخلاص بأن تكون نفقة هجرته خالصة من ماله دون غيره . وهذا معنى حسن ، وهو درس في الإخلاص وتكميل أعمال القرب التي تفتقر إلى النفقة ( كنفقة الحج ، وزكاة الفطر ، وغيرها من الأعمال ) فإن الأولى أن تكون نفقتها من مال المسلم خاصة .

لذلك أكد – صلى الله عليه وسلم – على أهمية النية في الأعمال كلها؛ فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لكل ِامْرِئٍ مَا نَوَى؛ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ.” (متفق عليه) ؛ فمن هاجر من أجل الدنيا أو من أجل النساء فليست هجرته خالصة لله؛ ” يقول عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – : كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر فهاجر فتزوجها ، فكنا نسميه مهاجر أم قيس.” ( فتح الباري ) .

فإذا كنت تريد أن تهاجر إلى الله ورسوله فعليك بإخلاص النية في عملك؛ فنية المرء خير من عمله ؛ فقد يعمل الإنسان أعمالاً كثيرة كلها رياء ؛ وقد يعجز المرء عن العمل لعذر أو مرض أو غير ذلك ويكتب الله له الأجر كاملاً دون نقصان لصدق نيته مع الله تعالى .

لذلك عد العلماء حديث ( إنما الأعمال بالنيات ):

أحد الأحاديث الثلاثة التي يدور عليها الدين الحنيف ؛ وجعله الإمام البخاري الحديث رقم واحد في صحيحه ليبعث لك رسالة قوية أن أخلص نيتك في العمل قبل البدء فيه .

ومنها : الهجرة إلى الأعمال الصالحة

وهذه صورة عظيمة من صور الهجرة في العصر الحاضر ؛ وهي الهجرة إلى الأعمال الصالحة ؛ فَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ؛ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْهِجْرَةِ؟ فَقَالَ:” وَيْحَكَ إِنَّ شَأْنَ الْهِجْرَةِ لَشَدِيدٌ ؛ فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ . قَالَ فَهَلْ تُؤْتِي صَدَقَتَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ . قَالَ فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا “.( مسلم).

يقول النووي ما نصه :

” قَالَ الْعُلَمَاء :

وَالْمُرَاد بِالْهِجْرَةِ الَّتِي سَأَلَ عَنْهَا هَذَا الْأَعْرَابِيّ مُلَازَمَة الْمَدِينَة مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرْك أَهْله وَوَطَنه ، فَخَافَ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَّا يَقْوَى لَهَا ، وَلَا يَقُوم بِحُقُوقِهَا ، وَأَنْ يَنْكُص عَلَى عَقِبَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ شَأْن الْهِجْرَة الَّتِي سَأَلْت عَنْهَا لَشَدِيد وَلَكِنْ اِعْمَلْ بِالْخَيْرِ فِي وَطَنك ، وَحَيْثُ مَا كُنْت فَهُوَ يَنْفَعك ، وَلَا يُنْقِصك اللَّه مِنْهُ شَيْئًا . وَاَللَّه أَعْلَم .” . ( شرح النووي على مسلم ).

فعمل الخير والحفاظ على الوطن وبناء المجتمع باب عظيم ومعنىً كبير من معاني الهجرة .

وَعَن مُجَاشِع بْن مَسْعُودٍ السُّلمِىّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُبَايِعُهُ عَلَى الْهِجْرَةِ فَقَالَ:” إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدْ مَضَتْ لِأَهْلِهَا ؛ وَلَكِنْ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالْجِهَادِ وَالْخَيْرِ “. ( مسلم).

يقول الإمام النووي :

” مَعْنَاهُ : أَنَّ الْهِجْرَة الْمَمْدُوحَة الْفَاضِلَة الَّتِي لِأَصْحَابِهَا الْمَزِيَّة الظَّاهِرَة إِنَّمَا كَانَتْ قَبْل الْفَتْح ، وَلَكِنْ أُبَايِعك عَلَى الْإِسْلَام وَالْجِهَاد وَسَائِر أَفْعَال الْبِرّ ، وَهُوَ مِنْ بَاب ذِكْر الْعَامّ بَعْد الْخَاصّ ، فَإِنَّ الْخَيْر أَعَمّ مِنْ الْجِهَاد ، وَمَعْنَاهُ : أُبَايِعك عَلَى أَنْ تَفْعَل هَذِهِ الْأُمُور .” ( شرح النووي على مسلم ).

ومنها: هجرة المعاصي والسيئات

وهذه أيضاً صورة من صور الهجرة الدائمة في الوقت الحاضر ؛ وقد صرحت بها السنة النبوية في أكثر من موضع ؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ؛ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ”.( البخاري ). وفي رواية (ابن حبان): “المهاجر من هجر السيئات، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.

قال ابن حجر :

” خُصَّ الْمُهَاجِر بِالذِّكْرِ تَطْيِيبًا لِقَلْبِ مَنْ لَمْ يُهَاجِر مِنْ الْمُسْلِمِينَ لِفَوَاتِ ذَلِكَ بِفَتْحِ مَكَّة ، فَأَعْلَمَهُمْ أَنَّ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّه عَنْهُ كَانَ هُوَ الْمُهَاجِرَ الْكَامِلَ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ تَنْبِيهًا لِلْمُهَاجِرِينَ أَنْ لَا يَتَّكِلُوا عَلَى الْهِجْرَة فَيُقَصِّرُوا فِي الْعَمَل . وَهَذَا الْحَدِيث مِنْ جَوَامِع الْكَلِم الَّتِي أُوتِيَهَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَاَللَّه أَعْلَم .”. ( فتح الباري).

ويقول المناوي:

” أي ليس المهاجر حقيقة من هاجر من بلاد الكفر؛ بل من هجر نفسه وأكرهها على الطاعة وحملها تجنب المنهي ؛ لأن النفس أشد عداوة من الكافر لقربها وملازمتها وحرصها على منع الخير ؛ فالمجاهد الحقيقي من جاهد نفسه واتبع سنة نبيه واقتفى طريقه في أقواله وأفعاله على اختلاف أحواله ؛ بحيث لا يكون له حركة ولا سكون إلا على السنة ؛ وهذه الهجرة العليا لثبوت فضلها على الدوام “. ( فيض القدير ) .

وعَنْ أُمِّ أَنَسٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: ” اهْجُرِي الْمَعَاصِيَ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْهِجْرَةِ، وَحَافِظِي عَلَى الْفَرَائِضِ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْجِهَادِ، وَأَكْثِرِي مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّكِ لا تَأْتِي اللَّهَ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَثْرَة ذِكْرِهِ “. ( الطبراني بسند ضعيف).

وعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ :” أَلَا أُخْبِرُكُمْ مَنْ الْمُسْلِمُ؟! مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ؛ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ؛ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ؛ وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ “. ( أحمد والطبراني والحاكم بسند صحيح ).

فهذه الأحاديث كلها تثبت أن الهجرة الحقيقة والدائمة إلى يوم القيامة هي هجرة الذنوب والمعاصي.

ومنها : هجر أصحاب السوء والمعاصي

فإذا كنا تكلمنا في الصورة السابقة عن هجرة الذنوب والمعاصي نفسها ؛ ففي هذه الصورة نؤكد على هجر أصحاب المعاصي ؛ وهذا مستمد من قوله تعالى لنبيه – صلى الله عليه وسلم- : { وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا} (المزمل: 10). يقول الإمام ابن كثير : ” يقول تعالى آمرًا رسوله – صلى الله عليه وسلم – بالصبر على ما يقوله من كذبه من سفهاء قومه، وأن يهجرهم هجرًا جميلا وهو الذي لا عتاب معه.”. ( تفسير ابن كثير ).

فينبغي على المرء أن يحسن اختيار الصاحب، لأنه يكون على هديه وطريقته ويتأثر به، كما قيل: الصاحب ساحب، حتى لو أردت أن تعرف أخلاق شخصٍ فسأل عن أصحابه. قال الشاعر:

عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينَهُ         فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي

وقال آخر:                واحـذرْ مُصاحبـةَ اللئيـم فـإنّـهُ       يُعدي كما يُعدي الصحيـحَ الأجـربُ

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ – اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :

” الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ” [ أحمد والبيهقي والحاكم وصححه] . قال العلماء: يعنيغ لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته فإنك إذا خاللته قادك إلى دينه ومذهبه، ولا تغرر بدينك ولا تخاطر بنفسك فتخالل من ليس مرضيا في دينه ومذهبه.

وقد تكلمنا في الجمعة الماضية عن الصحبة باستفاضة مما يغني عن إعادته مرة أخرى هنا .

ومنها: الهجرة إلى الله ورسوله عند كثرة الفتن

وهذا لون آخر من ألوان الهجرة ؛ وهو الهجرة إلى الله ورسوله عند كثرة الفتن واختلاط الأمور ؛ فكلما كثرت الشهوات والفتن وتغلب العبد عليها كلما كان مهاجراً وأكثر أجراً عند الله، ويدل على ذلك قوله – صلى الله عليه وسلم – : ” الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ ” [مسلم]. يقول الإمام النووي: ” المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس ، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ، ويشتغلون عنها ، ولا يتفرغ لها إلا أفراد .”

فهنيئاً لكل من يصبر عن المعاصي وسط هذه الفتن والشهوات؛ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ” . ( أحمد والترمذي ).

بل إنك إذا فعلت ذلك – مع ما يحيط بك من فتن ومغريات – فسيكون لك أجر خمسين من صحابة النبي العدنان – صلى الله عليه وسلم -؛ فعن عتبة بن غزوان ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

« إن وراءكم أيام الصبر ، المتمسك فيهن يومئذ بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين منكم » ، قالوا : يا نبي الله ، أو منهم ؟ قال : « لا ، بل منكم » ، قالوا : يا نبي الله ، أو منهم ؟ قال : « لا ، بل منكم » ثلاث مرات ، أو أربعا .” وفي رواية بزيادة: ” إنكم تجدون على الخير أعوانا وهم ولا يجدون ” ( أبو داود وابن ماجه والحاكم وصححه والطبراني واللفظ له ).

فنحن في هذا الزمان تحيط بنا أعوان المعاصي والشهوات؛ من الدش والنت والفيس والنساء العاريات ……..إلخ ؛ وكلما تمسك الإنسان بدينه وصبر عن المعاصي في وسط هذه الشهوات؛ أصبح مهاجراً وتضاعف له الأجر حتى يصل إلى أجر خمسين من صحابة النبي – صلى الله عليه وسلم-!!

وقد جمع الرسول – صلى الله عليه وسلم – هذا النوع من الهجرة والنوع الذي قبله بقوله: ” إِنَّ الْهِجْرَةَ خَصْلَتَانِ إِحْدَاهُمَا: أَنْ تَهْجُرَ السَّيِّئَاتِ. وَالْأُخْرَى : أَنْ تُهَاجِرَ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَلَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا تُقُبِّلَتْ التَّوْبَةُ ، وَلَا تَزَالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةً ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ ، فَإِذَا طَلَعَتْ ، طُبِعَ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ بِمَا فِيهِ ، وَكُفِيَ النَّاسُ الْعَمَلَ “(أحمد والبيهقي).

أحبتي في الله:

اعلموا أن الشيطان يقف لكم بالمرصاد في كل طرق الخير ؛ ليتحول بكم إلى طرق الشر والخراب والمعاصي والمنكرات والفساد ؛ فلا تستلموا له ؛ وهاجروا من كل معصية وسيئة؛ إلى كل طاعة وعبادة وقربى ؛ إنكم إن فعلتم ذلك كان حقاً على الله وتفضلاً منه أن يدخلكم الجنة. فعَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي فَاكِهٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

” إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ : تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ ، فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ ، فَقَالَ : تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ، وَسَمَاءَكَ، وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ ، فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ ، فَقَالَ : تُجَاهِدُ فَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ، فَتُقَاتِلُ ، فَتُقْتَلُ ، فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَيُقْسَمُ الْمَالُ، فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّتُهُ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ “.( النسائي وابن حبان بسند صحيح).

أيها المهاجرون إلى الله:

عليكم أن تهاجروا بقلوبكم ونياتكم وأعمالكم إلى الله ورسوله؛ والإكثار من الأعمال الصالحة؛ إنكم إن فعلتم ذلك دخلتم الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب؛ فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي ؟ » قال : الله ورسوله أعلم فقال : « المهاجرون يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون ، فيقول لهم الخزنة ، أو قد حوسبتم ، فيقولون بأي شيء نحاسب ، وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله ، حتى متنا على ذلك ، قال : فيفتح لهم ، فيقيلون فيه أربعين عاما قبل أن يدخلها الناس » « البيهقي والحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ».

ومنها : الهجرة إلى كل عمل إيجابي

وهذا النوع من الهجرة يجمع كل ما سبق ؛ حيث الهجرة من كل شيء سلبي وقبيح وسيئ إلى كل شيء إيجابي وحسن .

– أي الهجرة من الحالة المتردية التي نحياها إلي استشراف المستقبل بأمل كله ثقة في الله .

– الهجرة بترك المعاصي والذنوب إلي المجاهدة في التقرب إلي الله سبحانه وتعالي .

– الهجرة من الأحقاد والضغائن إلي الصفاء والنقاء .

– الهجرة من الكسل والخمول إلى العمل والاجتهاد .

– الهجرة من الكذب إلي الصدق ومن الخيانة إلي الأمانة .

– الهجرة من التقرب إلي العباد إلي التقرب إلي رب العباد .

– الهجرة من اعتناق الأفكار الغريبة والمغلوطة والمتطرفة إلي الاعتدال والتوسط والإمساك بجوهر الدين الصحيح .

– الهجرة من أخلاق توارثناها إلي الإمساك بسنة النبي صلي الله عليه وسلم .

– الهجرة من الإيقاع بالآخرين وإلحاق الضرر بهم إلي الأخذ بأيديهم إلي الخير .

– الهجرة من أمراض اجتماعية قبيحة جنينا جميعاً ثمارها إلي التعاون في أوجه الخير .

– الهجرة من الإمساك بالدنيا إلي الحرص علي الآخرة والعمل علي كل ما يقربنا منها .

– الهجرة من الغيبة والنميمة إلي التحري في كل كلمة تنطق بها أفواهنا .

– الهجرة من إيقاظ الفتن إلي لم الشمل ورأب الصدع وخلق جسور التواد والتحاب بين أبناء المجتمع .

وبالجملة هجرة وتغيير وتحويل شامل جمعه الله في قوله:

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } ( الرعد: 11)،

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ( الأعراف: 96) .

العنصر الثالث : الإكثار من الصيام في شهر الله المحرم

عباد الله:

إن شهر محرم أحد الأشهر الحرم الأربعة ؛ وهو بداية عام هجري جديد ؛ ويستحب فيه الإكثار من الطاعات ولا سيما الصيام لأن الأجر فيه مضاعف ؛ فعَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏قَالَ : ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏: ” ‏أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ ” . ( صحيح مسلم). وعن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أنه أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم انطلق فأتاه بعد سنة وقد تغيرت حاله وهيئته فقال يا رسول الله أما تعرفني ؟ قال ” :

ومن أنت ؟ ” قال أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول قال ” فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة ؟ ” قال ما أكلت طعاما منذ فارقتك إلا بليل فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” لم عذبت نفسك ؟ ” ثم قال ” صم شهر الصبر ويوما من كل شهر ” قال زدني فإن بي قوة قال ” صم يومين ” قال زدني قال ” صم ثلاثة أيام ” قال زدني قال ” صم من الحرم واترك صم من الحرم واترك صم من الحرم واترك ” وقال بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها .( أحمد وأبو داوود والبيهقي بسند فيه ضعف).

كما يستحب صيام يوم عاشوراء؛ لأنه يكفر ذنوب سنة؛ وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم:

” صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ؛ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ.”( مسلم)؛ يقول ابن حجر: “وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشوراء، وقد قيل في الحكمة في ذلك إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام ويوم عرفة منسوب إلى نبي هذه الأمة فلذلك كان أفضل.”( فتح الباري )؛ وكأنه خصوصية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.

وكما يجب على الإنسان أن يكثر من الطاعات والصيام في هذا الشهر؛ فكذلك يجب عليه عدم انتهاك الحرمات في جميع الأوقات عامة وفي هذا الشهر المحرم خاصة؛ لأن ذلك زوال لحسناته في الآخرة ؛ فَعَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّهُ قَالَ : لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا ، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا ، قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ ، وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا.( ابن ماجة بسند جيد).

أسال الله أن يجعل هذا العام عام بركة وأمن وأمان ؛ وسلم وسلام ؛؛؛

الدعاء……..                                        

                      وأقم الصلاة،،،،

                                                                    كتب

خطبة بعنوان : مفهوم الهجرة بين الماضي والحاضر ، خادم الدعوة الإسلامية

                                                                                          د / خالد بدير بدوي

 

انتهت خطبة بعنوان : مفهوم الهجرة بين الماضي والحاضر

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »